Thursday 8 January 2015

الطينة من العجينة




في منطقة الروشة اللبنانيّة وفي نقطة استراتيجيّة، كانت ترتفع يافطة عملاقة كُتب عليها:
 "لبنان وسوريا، شعبٌ واحد في دولتين"
لم أتمعّن سابقاً في جملة الرئيس حافظ الأسد. لربّما شعرت سابقاً أنّها من أبواب الدجل  السياسيّ وكلام الإنشاء المعتاد بين "الشعبين الشقيقين".
فكِّروا بالجملة... كم كان الرجل محقّاً.
الأمثلة  عديدة. آخرها، ولن يكون الأخير بالتأكيد، التقرير السفيه في جريدة "النهار" اللبنانيّة عن السوريّين في شارع الحمرا.
صياغة التقرير، وإن كانت صادمة، إلّا أنّها ليست جديدة لا على بعض الأقلام  اللبنانيّة ولا على بعض الصحف اللبنانيّة و"النهار" أبرزها. قرأنا مقالات كثيرة مشابهة على امتداد مِحَن هذا الوطن. كاتب المقال نفسه كان ليُعَد "غريباً" في بعض المناطق اللبنانيّة إبّان الحرب. لا يهمّ اسمه ولونه، كان ليكون مجرد "محمود" آخر.
أذكر أن إحدى الزميلات استطلعت قبل سنوات طويلة نظرة بعض سكان "المنطقة الشرقية" لأهل "الغربية". تذكرون التسمية بلا شك والتي لم تعنِ الجغرافيا بقدر ما عنت هذا النفَس التقسيميّ ذاته الذي نشهده اليوم. نتيجة الاستطلاع على ما أذكر كانت أنّ "كل أهل الغربيّة نَوَر ويلبسون الكثير من الثياب الملوّنة". يعني "مش Class."
لكن هل يعني ذلك أنّ كلّ أهل الشرقيّة كانوا عنصريّين وأنّ كلّ أهل الغربيّة كانوا ملائكة؟ المؤكّد أنّ لبنان من شماله لجنوبه خلطة عنصريّة وطائفيّة متكاملة.
ما لفتني اليوم وجعلني أتذكّر كلّ هذا التاريخ المريض هو أنّ تعليقات وردود بعض الأخوة السوريّين لم تكن أقلّ عنصريّة من المقال سيّئ الذكر. من السهل تفهّم غضبهم وإحساسهم بالإهانة لكن ليس من السهل تقبّل بعض ما كُتب.

الخلاصة: حافظ الأسد كان على حق. نحن شعب واحد، لا فرق بيننا. نهتف لسياسيين يأكلوننا لحماً ويرموننا عظماً، نطعن بائسينا ونقدس الفاسدين... وانتهى بنا الحال متفرجين على أطلال وطنينا.
فينا الأشقر وفينا الأسمر لكن المؤكّد أن كلينا "نسوّد" الوجه.

 

2 comments:

  1. لفتني العنوان كتير معبر عن الموضوع اللي نحكى عنو كتير واللي اللي حبيتو بالمقال كمان هو الحيادية .. المشاكل الي صارت و اللي عبرت عن عنصرية الشعبين برأيي كمان سببها غالباً وراثي للأسف بالاضافة للي كتبتيه بالاخير بس اللي بيقهر هو انو هالعنصرية نتقلت للمجال الفني اللي هو المفروض يكون المتنفس والمفرح على التلفزيون بس هلا دخلت المنافسة العنصرية والمحبين اللي عم يسقوها كتار

    ReplyDelete
  2. لفتني العنوان كتير معبر عن الموضوع اللي نحكى عنو كتير واللي اللي حبيتو بالمقال كمان هو الحيادية .. المشاكل الي صارت و اللي عبرت عن عنصرية الشعبين برأيي كمان سببها غالباً وراثي للأسف بالاضافة للي كتبتيه بالاخير بس اللي بيقهر هو انو هالعنصرية نتقلت للمجال الفني اللي هو المفروض يكون المتنفس والمفرح على التلفزيون بس هلا دخلت المنافسة العنصرية والمحبين اللي عم يسقوها كتار

    ReplyDelete