Wednesday 7 November 2012

الفايسبوك عصيّ على الموت


أشعر بأنني خالدة...

بات للتكنولوجيا دور في خلودي
فعندما سأموت غداً او ما بعده سيبقى لكم مني ذكرى
شئت أم أبيت... شئتم أم أبيتم!
غداً أو ما بعده، ستمرون على صفحتي الافتراضية، تطالعون صوري الضاحكة والمبتسمة... قد تضغطون على زر الإعجاب، لربما تعلقون وتترحمون، وقد أعرف... لكن بالتأكيد لن يكون بمقدوري الرد.
غدأ أو ما بعده، حياتي كما أعيشها ستفنى لكن حياتي الافتراضية ستبقى مرصوصةً على شاشة عالقة ما بين عالمين.
قد يجركم الحنين للتجول على حائطي، قد تعيدون قراءة أمنياتكم لي بعيد سعيد وبمئات السنوات المقبلة المملوؤة سعادة وهناء...
وقد أبتسم من هناك... من حيث سأكون، إذ لم يتح لي أن أكمل سنتي تلك فكيف بما بعدها؟
سيبقى لكم مني ذكرى، بعضكم سيفرح بها وسيحبها وبعضكم سيلعن تقنيات العصر وطوارق الزمان.
غداً أو ما بعده، تحديداً في تلك اللحظة السرمدية ما بين المقر والمستقر سأفقد سيطرتي على عالمي الافتراضي فيتحول إلى كيان قائم بذاته ومن دوني...
أنا كما أنا سأنتهي لكن حياتي الرديفة ستبقى وستستمر إلى أن يقضي الله أمراً.
آنذاك... تذكروا: لن أكون أنا من ستكتبون لها بل طيفي.
حتى صوري لن ترونني فيها، ستتلبسها روح قديسة كما كل الراحلين.
أعرفكم أنا: لن تذكروا مساوئي وستغدقون عليّ كل ما ملكته أيمانكم من صفات القداسة والورع.
أنا أضحك الآن... أشعر بأنني سأترك تعليقاً لشخصيتي الافتراضية على الفايسبوك علّه يعيدكم إلى رشدكم ويذكركم بأناي الحقيقية التي هي أبعد ما تكون عن... القداسة! 
في الفايسبوك كما على الأرض،
في الستايتوس كما على شاهد الضريح، فليدوَّن بكل ثقة: "إمتلأت حياةً حتى الموت"
اللهم أشهد فإني قد حييت وأنجزت وأنجبت وسعدت وقرّت عيناي... اللهم أشهد فإني قد أحببَت وأُحببت.


8/11/2012


إلى الحاضرة دائماً


تتشابه الأيام. تمرّ سريعةً تارةً وبطيئةً غالباً وفي كلّ لحظاتها لا أبارح انتظاركِ.
أحد عشر عاماً بالتمام والكمال. مرّت بسرعة ومرّت ببطء لكنها مرّت من دونكِ وبحضوركِ الطاغي في كلّ تفاصيلها.
قيل لي: ليس أصعب من المصيبة إلا استصعابها، فقرّرت أن أصدّق وأستسهل ألم فراقكِ فلم أزدد إلا اقتناعاً بفداحة الخسارة.
أنتِ الطعم الذي يُحلّي كلّ ما آكله أو يملّحه وفي الحالتين أنتِ طعم الحياة المفقود.
أصغي السمع أحياناً علّني أسمع همسةً منك، إشارةً إلى أنّك ما زلت تسمعين وتشاركين، فيرتدّ إليّ الصمت بعباراتٍ سابقة، بخيالاتٍ مرسومةٍ كلّ ما فيها جميلٌ وعيبها أنها ليست ملموسة.
أطوّع الصوت، فماذا أفعل بالرائحة وأنا أشتاقها وأشتهيها وأحنّ إليها في كل لحظة؟
أحد عشر عاماً مرّت ملكتُ فيها الكثير، بل أكثر ممّا حلمت وأملت وتخيّلت، وأشعر بالعار لاشتياقي إلى ما فقدت.
لكنني بشرٌ، أصبحت أمّاً وما زلت طفلةً أفتّش في الوجوه عمّا يُرضيكِ يا أمّي.
أحد عشر عاماً مرّت لكنّ قلبي ما زال يهوي مع طَرفَة كلّ شال فيها ما يشبه شالِك.
أحد عشر عاماً وكأنها لم تمرّ، كأنّني بكِ هذه اللحظة تعودين خطواتٍ إلى الوراء تستمهلين المصعد لتعودي وتطبعي على عنقي قبلتك الأخيرة غير المعهودة.
أحد عشر عاماً شهدتُ فيها الكثير ونسيتُ الكثير وتبقى سخونة تلك القبلة، طزاجتها ورهافتها زادي وعوني للسنوات المقبلة فكلّ عامٍ وأنتِ بخير.
لبنى
دبي 12-9-2009