سألني إبني سؤالاً حرتُ في الإجابة عليه: لِمَ نحن هنا
ومتى نعود؟
لم أحر الإجابة لانتفائها وإنما للتفكير في كيفية نقلها
لطفل يمتلك أوهاماً عن وطن غير موجود.
هل أقول له إن الوطن الموعود مجرد أنشودة كُتبت في لحظة
تجلٍ؟
هل أصدمه بحقيقتي بلده وسانتا كلوز الأسطوريتين؟
نحن هنا يا إبني لأننا استطعنا الفرار من ذاك القدر القاسي
في أن نكون بهائم في حظيرة الوطن،
نحن هنا يا إبني لأن الحظ ابتسم لنا فاقتنصنا فرصة
الارتقاء إلى مصاف الرعايا،
نحن هنا يا إبني لكن قلبي مع من بقي هناك راقداً تحت سياط
اللعنات..
فلِمَ أعود يا رضا؟
لأراك ذليلاً في بلد لا يهضم الضحكة من القلب؟
لأراك تحت رحمة بلد يستعذب طعم الدم مع قهوة الصباح؟
أنا هنا يا إبني حتى إشعار آخر، حتى أضطر للشرب من البئر
المسمومة فأتحمل جنون البقاء هناك.
سيدرك لما يكبر أن أثمن ما يمتلكه ، من هذا الوطن، هو جواز السفر
ReplyDelete