روت لي أمي يوماً انها كانت تحلم
بامتلاك دفتر وقلم جديد.
أمي لم تخبرني قصة مفرحة عن
طفولتها أو لعلها أخبرتني وأنا لم يلصق في مخيلتي إلا الحزين والمحبط من أحاديثها.
وأتساءل اليوم: هل هذا ما يبقى
لنا من الأهل؟ قصص مروية فيها الكثير من الخيال والقليل من الواقع؟
لو عاد بي الوقت لسجلتُ كل ما
قالته لي والدتي، وعندما ترحل كما فعلَت على حين غرة سيكون لي متسع توثيق ذكرياتي
عنها، سأبوّبها: قسم للطفولة وآخر للجيران، قسم لعلاقتها بوالدي وقسم لطموحاتها
وآمالها المنسية..
كانت أمي طموحة، كانت قوية
وواقعية
أمي كانت.. لكن طواها النسيان
فماذا عني: أنا كنت؟ سأكون؟ ما
الذي سيحفظه أولادي لي وعني؟
سأسجل لهما وبإرادتي الآن أنني
أحببتهما أكثر من عمري، من حياتي ومن أي شيء في
العالم.
هذه بديهيات لا تستحق التسجيل!
سأسجل لهما أن حياتي اكتملت
بنورهما
سأسجل لهما أنني كنت أصارع لأكون
كنت أفتش عن الحزن لأن الفرح
المتاح لم يكن يكفيني ولا يرويني، لم يكن حقيقياً: كان افتعالاً للحظات، كان مضيعة
للوقت، كان هباءً منثوراً.
كنت ضائعة في
محيط غريب مصاب بانفصامات اجتماعية خطيرة
كنت في خبر كان عُرّف بوجودهما
كنت فرداً وأصبحت عائلة
كنت رقماً وبتّ حاجة
كنت حلوة لكنني أصبحت الأحلى في
عيونهما
كنت مشاكسة، غير مكتفية فأصبحت
راضية مرضية لأنني أمهما
أم رضا وجود
دبي/ 13/1/2010
No comments:
Post a Comment