أريد أن أعود إلى بيتي
أريد أن أجده في انتظاري كالعادة: يقف على مدخل
منزلنا .. يلوح بيده مستعجلاً وكأنه منهمك في أمر جلل.
يعينني على ركن السيارة وكأنني لا أعرف أبجدية
القيادة، خطوة الى الأمام خطوتين الى الوراء، الى جانب الحائط... ومهما فعلت لن
أركنها كما يريد!
أريد لهذا الدلال المفرط أن يعود، أريد أن أجد
زجاجات المياه بانتظاري على الطاولة حرصاً على معدتي الحساسة، وأريد لكل برغش
العالم ان يختفي بمجهودات خارقة صيفا، بالرذاذ، بالآلة غير المجدية، بإقفال الباب،
بقتل كل برغشة تسول لها نفسها أن تعبر منخل الشباك.
...
وشتاءً، أريد العودة الى بيتي لأجد البرد
منزوياً على أعتاب غرفة نومي، عاجزاً عن الدخول بحكم الاستعدادات المنظمة، حرب على
الهواء من فوق الباب ومن تحت الباب، مازوت في المدخل وغاز في الممر وشراشف تسد على
النسمة مرورها من بين ثنايا الجدار.
فقط أريد أن أجده بانتظاري، فهل هذا كثير؟
دبي / 14 نيسان 2010
No comments:
Post a Comment