Sunday, 8 December 2013

إلى أرواح المغادرين وكل ما أخذوه معهم...



كبرنا ونحن نسمع: "من يمت لن يأخذ معه شيء"

العبرة من هذه المقولة الخالدة أنه لا جدوى للطمع ولم أشكّك يوماً بعمق المقولة الحكيمة وأبعادها

لكنني اليوم أفكر بكلّ من غادرنا وأشكّك بالمقولة بقوة

من يمت يأخذ معه الكثير من الأشياء. يحرمنا نحن الأحياء من حيّز هائل من طفولتنا الضائعة على حين غرّة

أفكر اليوم بأنني عندما سأعود يوماً الى قريتي، تلك التي تسكن مخيّلتي وذاكرتي سأكون الغريبة التي لن تجد بسمة "ناديا" بانتظارها

"أبو كمال" لن يكون على عادته مستنداً الى عامود الكهرباء وكأنّه يخاف عليه مغبّة السقوط

كثر لن يكونوا هناك ليكملوا ما أعرفه عن مشهد القرية المثالية

"أديبة" لن تجلس على عتبة منزلها بملل تكرّره كلّ يوم وتنجح بأن تبدو وكأنّها بانتظار أمر جلل كلّ يوم

ذلك الحي الذي أعرفه حيّاً نابضاً بباب دكان أبي المفتوح سيكون مقفراً، فباب الدكّان الحديدي بات موصداً على كثير من القصص المعروفة والمجهولة

من رحلوا... ويرحلون يأخذون الكثير من الأشياء الغالية معهم
يجردون الأمكنة من الحياة ويجعلونها... مجرد أمكنة
 ويجرّدوننا فجأة من طمأنينتنا الى أن ما ومن نحبّ سيبقى بانتظارنا مهما طال الوقت.

1 comment:

  1. رائع لبنى، كأنك تكتبين عن ضيعتي مع فارق الأسماء: أديبة بدلا عن أم عفيف، وأبو كمال بدلا عن أبو سامي.
    الله يقويك

    ReplyDelete