Wednesday, 7 November 2012

إلى الحاضرة دائماً


تتشابه الأيام. تمرّ سريعةً تارةً وبطيئةً غالباً وفي كلّ لحظاتها لا أبارح انتظاركِ.
أحد عشر عاماً بالتمام والكمال. مرّت بسرعة ومرّت ببطء لكنها مرّت من دونكِ وبحضوركِ الطاغي في كلّ تفاصيلها.
قيل لي: ليس أصعب من المصيبة إلا استصعابها، فقرّرت أن أصدّق وأستسهل ألم فراقكِ فلم أزدد إلا اقتناعاً بفداحة الخسارة.
أنتِ الطعم الذي يُحلّي كلّ ما آكله أو يملّحه وفي الحالتين أنتِ طعم الحياة المفقود.
أصغي السمع أحياناً علّني أسمع همسةً منك، إشارةً إلى أنّك ما زلت تسمعين وتشاركين، فيرتدّ إليّ الصمت بعباراتٍ سابقة، بخيالاتٍ مرسومةٍ كلّ ما فيها جميلٌ وعيبها أنها ليست ملموسة.
أطوّع الصوت، فماذا أفعل بالرائحة وأنا أشتاقها وأشتهيها وأحنّ إليها في كل لحظة؟
أحد عشر عاماً مرّت ملكتُ فيها الكثير، بل أكثر ممّا حلمت وأملت وتخيّلت، وأشعر بالعار لاشتياقي إلى ما فقدت.
لكنني بشرٌ، أصبحت أمّاً وما زلت طفلةً أفتّش في الوجوه عمّا يُرضيكِ يا أمّي.
أحد عشر عاماً مرّت لكنّ قلبي ما زال يهوي مع طَرفَة كلّ شال فيها ما يشبه شالِك.
أحد عشر عاماً وكأنها لم تمرّ، كأنّني بكِ هذه اللحظة تعودين خطواتٍ إلى الوراء تستمهلين المصعد لتعودي وتطبعي على عنقي قبلتك الأخيرة غير المعهودة.
أحد عشر عاماً شهدتُ فيها الكثير ونسيتُ الكثير وتبقى سخونة تلك القبلة، طزاجتها ورهافتها زادي وعوني للسنوات المقبلة فكلّ عامٍ وأنتِ بخير.
لبنى
دبي 12-9-2009


No comments:

Post a Comment