Friday, 29 July 2016

عندما تُكسر المرايا



كلّما عدت إلى لبنان في زيارة خاطفة يُلحّ عليّ هذا السؤال:
"ما ومَن الذي يحدّد مقاييس الجمال؟"


أمّا سبب إلحاح السؤال فليس فقط للقوالب التي أجد أنّ عدداً هائلاً من اللبنانيات قد طُبعن عليها، بل أيضاً لكيفيّة حكمهم على أشكالنا نحن القادمين من الغربة، أي من خارج غرفة عمليّات التجميل الوطنيّة.


بتُّ أتحاشى عند زيارة لبنان أن أذهب للتبضّع أو لشراء الملابس أو استشارة أخصائيّي التجميل. فأنا التي زرت عدداً لا بأس به من الدول والتي عاشرت جنسياتٍ وأطيافاً مختلفة أشعر بالرهبة من التعاطي مع مواطنيّ التجار على أنواعهم. النظرة الفوقيّة التي يرمقون فيها البشر وكيفيّة تقييمهم السافر لحقيبتي ولساعة يدي ولمجوهراتي ليقرّروا بعدها طريقة تعاملهم معي، هذه النظرة ترعبني ومن ثمّ تستفزّني فأتحوّل بدوري إلى شخصٍ سلبي يتململ من وجوده عنوة تحت المجهر.


عندما حلّ دوري مثلاً في أحد صالونات التجميل اللبنانية نظرت إليّ خبيرة التجميل بقرف وحسرة: "ليه هيك؟" .. و"الهيك" هو أنّ حواجبي ليست حسب دفتر الشروط اللبنانيّ... للأسف حواجبي ليست مفتوحة خط عرض أفقيّ بطول الأوتوستراد... والكارثة؟ شفاهي لم تنفجر "بعد" لتنفلش على كامل وجهي...


طبعاً كلّ ما طلبتُ تنفيذه من تلك "الخبيرة" كان "موضة قديمة" ولم تبالِ للحظة بذوقي وبما اعتبرتُ أنه يليق بي وبالمناسبة التي سأحضرها. عاملتني كقاصر وهي البالغة الأدرى بمصلحتي، وبالقوّة. الأمر نفسه تكرّر مع مزيّن الشعر الذي لم يحترم بالطبع لا الوقت ولا الموعد ولا الزبائن ولا أيّاً من البديهيّات الأخلاقيّة في أيّ عُرف.


هل تملك بعض السيّدات مرايا في منازلهنّ؟ والأهمّ: هل تنظرن إليها؟ وكيف يمكن لهنّ أن يقتنعن بأنّ الجمال يكمن فقط في الحواجب العريضة، اللامعة وغير الطبيعيّة؟ أو أنّ الأناقة لا تكتمل بلا الحقيبة الشهيرة نفسها حتّى ولو كانت مقلّدة وبلاستيكيّة وتبدو رخيصة للغاية؟


الخلاصة؟ عندما أزور لبنان أشعر بالغربة أكثر من وجودي بالغربة. أنا البطّة السوداء في جنّة البلاستيك الوطنية.

*للتوضيح: قد أعمد يوماً إلى بعض الأساليب التجميليّة للتحايل على العمر وآثاره المحبطة وحتّى لا أتّهم بالنفاق أوضح بأنّني أتحدّث هنا عن المبالغة والتقليد الأعمى وليس عن التجميل بذاته.

Saturday, 14 May 2016

ذاكرة في دقيقة



 اتصلت بصديقي السوريّ مواسية برحيل والدته فرد عليّ: "هنيئاً لها. تيسّر لها أن تموت في منزلها في زمن التشرد".

هذا ما أصبح عليه أقصى طموحنا. أن نرحل أو يرحل من نحبّ بحدّ أدنى من ذلّ الحروب ومرارة المنافي.
 عبارة صديقي أعادت الى واجهة ذهني صورة كنت أسعى لدفنها ونسيانها.

حرب العام ٢٠٠٦ على لبنان كانت من أقسى الحروب التي شهدتها، وهي كثيرة.

أكثر ما أذكره من تلك الحرب المشؤومة يد أبي المرفوعة لتوديعي عن بعد ودموعه الصامتة.
كنت قد هربت مع ابني الصغير الى حيّ أكثر أمناً في قريتنا في حين لازم والدي منزله رافضاً المغادرة. وعندما سنحت لي الفرصة للهرب مرّت السيارة التي أقلّتني مسرعة الى جانب منزل العائلة فرأيت والدي واقفاً هناك في مكانه المعتاد. دائماً على باب البيت الى جانب الياسمينة المعمّرة. السيارة كانت مسرعة تسابق الجولة المقبلة من القصف عندما التقت عيناي بوجه والدي عبر زجاج الشباك. ارتفعت يده ملوّحة في الهواء وتساقطت دموعه فبدأتُ بالصراخ والعويل ومضت السيارة مسرعة بي وبابني الى بر الأمان البعيد.

كلّ ذلك في أقلّ من دقيقة. دقيقة تعود من غياهب الذاكرة في كلّ فترة لتنكأ الماضي.

أذكر ارتجاج عواميد الغرفة المسماة مجازاً بالملجأ مع صفير كل صاروخ. أذكر هلع الصغار ونهمهم الدائم للطعام ونحن بخوف من أن ينفذ الخبز. أذكر كيف خاطر زوج أختي بحياته ليحضر حليباً إضافياً لابني تحسباً للأسوأ ولمزيد من الأيام والليالي في هذا الحصار المجنون. أذكر كل ذلك، لكن عندما أفكر بتلك الحرب المشؤومة لا أستعيد إلا مشهداً واحداً: يد أبي المرفوعة في الهواء.

بعد شهور قليلة من الحرب عدت إلى لبنان لزيارة أبي. عانقته وتبادلنا الابتسامة لكنّ تلك الدقيقة بقيت أبداً معلّقة بيننا. لم نذكرها، لكنّها كانت هناك، في زوايا المنزل المتفسّخ من القصف وفي طرفات الأعين التعبة وفي ارتعاشة اليدين.

هذه الدقيقة، ما قبلها وما بعدها، تجعلني أفهم عبارة صديقي السوريّ، أتماهى مع خسارته وأبعادها. والمفارقة أنّه في هذا الزمن الذي يعمّ فيه الحقد ويسود الغلّ لا أجد من يشبهني أكثر من صديقي السوري. كلانا اختبر الغربة لأنّ الوطن لم يتّسع لنا ولم يكن قادراً على حمايتنا وحماية أطفالنا. كلانا اختبر لوعة الخسارة عن بعد. كلانا ورده ذلك الاتصال الهاتفيّ البعيد لينعي لنا الفقد الأكبر.
وكلانا خسر وطناً لا طائل من مناجاته بعد اليوم.


Wednesday, 16 March 2016

... عاصفة من الهدوء



قالت لي صديقتي إنني أصبحت أكثر هدوءاً. ما كنت لأوافقها أكثر.

الهدوء هو آليتنا الدفاعية الوحيدة في مواجهة كل هذا الجنون المحيط بنا، الهدوء هو إجابتنا الممكنة الوحيدة على هذا الإحساس المتعاظم بالعجز.

عندما أضع رأسي على المخدة لأنام ليلاً تتقد عشرات الأفكار في رأسي.

أفكر وأفكر... في جنون الهوية الذي يشطرنا أدياناً ومذاهب، أعراقاً وإثنيات، قناعات وأيديولوجيات لكنه يمحي حقيقتنا الأوحد: إنسانيتنا.

أفكر بمدى صحة خياراتي التي ستترك أطفالي وأحفادي هجيني الإنتماء بين عالمين أو أكثر.

أفكر بيومي وبغدي وما بعد بعده.

أفكر بمهنتي التي دفنت قلبها وأصبحت مجرد يد تغرز الخنجر عميقاً في أي جرح مفتوح.

أفكر بالطفل الذي رأيته عبر الشاشة يطوف شوارع بلده عارياً من الملبس والعطف ولقمة الطعام.

أفكر في الأهل الذين يضعون أطفالهم في زوارق اللجوء غير عارفين: هل سيكون الزورق كفنهم أم طوق نجاتهم.

أفكر في الدموع المكابرة في عيني الرجل السبعيني الذي نظر إلى ركام منزله في حمص فتراءى له عمره المهدور كداً وتعباً لرفع جدران منزل انهار بلحظةِ حربٍ عبثية. ذكّرني الرجل المسن بأبي وبعشرات المرات الذي رأيته في هذا الوضع المغلوب على أمره...

لم يستطع أهلي شيئاً أمام هول الأحداث التي توالت علينا، لم يكونوا يوماً عنصراً مؤثراً في المعادلة التي تحكم عالمنا... كانوا كما نحن اليوم، مجرد أرقام وأسماء تتقاذفها الأهواء والمصالح...

لم يستطيعوا ولن نستطع شيئاً... نفعل كما فعلوا، نضع رأسنا بين الرؤوس ونصلي ألا يكون رأسنا هو التالي في لعبة الفيلة...

أرتب الوسادة جيداً تحت رأسي، أغمض عينيّ وأفكر:
بإبني وبعزفه المتقن على البيانو ...

تبدو هذه الحياة فجأة نابضة بالكثير من الاحتمالات. هذا ما كانت عليه وهذا ما ستبقى عليه دائماً.

أشعر بفكرة جديدة تصارع لتحتل الصدارة ... أبعدها بهدوء... وأنام ملء جفنيّ.

Sunday, 24 January 2016

يوميات الانتظار



تشرق الشمس سريعاً وتختفي في لحظات

أطاردها من خلف النافذة... أسعى لالتقاطها

تتمنع وتختفي سريعاً

أنتظرها...

أراه ينظر عبر النافذة أيضاً... يتطلع ملياً... أنتظرُ شمساً وينتظرُ... ربما لا شيء

أنتظر أن يمر النهار، أن تطلع شمس جديدة وأن ينقضي النهار

أنتظر كلاماً على أثير الشوق... أنتظر موعداً مدرسياً يبدأ مبكراً وينتهي متأخراً

أنتظر سماء ً تشرق في لياليَّ الطويلة 

أنتظر...

لا شيء سوى الانتظار

Windsor- October 2011

Friday, 20 November 2015

أول الغيث... جود


غالباً ما نتعامل مع أطفالنا بفوقيّة العارف، بعقليّة المربّي، ونتوقّع منهم التّلقّي بحدٍّ أدنى من النّقاش.

ولكن يحصل أن نفاجأ نحن الأهل بخصائص متفرّدة في بعض أطفالنا. بخصالٍ لا فضل لنا فيها ولا دور. لربّما نتنبّه ونعمل على تعزيز هذه الخصال، لكن لا فضل لنا فيها.

في عمر السّنتين لاحظت أن ابني جود يُكثر من شرب الماء. على خلاف الأطفال بعمره، كان يرفض شرب العصائر وتناول الحلويات وكان ولا يزال الماء مطلبه الأوّل والأكثر إلحاحاً على المائدة.

خفت على الصّبيّ من عوارض مَرضيّة ممكنة فعرضتُه على الطّبيب الذي أكّد ولله الحمد اكتمال العافية.

لكنّ جود استمرّ في حرصه على مطلبه الأوّل والأساسيّ كيفما تحرّك: عبوة الماء.

لذلك لم نستغرب كثيراً ردّ فعله يوم كان يطالع صور بعض رحلات والده وبينها صور في دولة النّيجر الإفريقية. قال له أبوه: "أهل النّيجر فقراء لدرجة أنّهم لا يحصلون على مياه شربٍ نظيفة."

كان عمر جود خمس سنواتٍ حينها لكنّ هذه الجملة البسيطة سكنته على مدى العامين اللاحقين. إعتقدنا أنّه هوسٌ طفوليّ وراهنّا على زواله مع الأيّام. لكنّ جود كان قد عزم وبدأ بالفعل ما أسماه "مشروع النّيجر"
“My Niger project”

على مدى سنتين كان جود يحتفظ بكلّ قرشٍ يحصل عليه أو يقنع أحد الأصدقاء بالتبرّع له، وكان يرسم على أوراق كبيرة خرائط تصف كيف سيوصل غالونات من الماء إلى النّيجر. كانت تؤرقه كلفة تذكرة الطائرة وكنّا نضحك من مخطّطاته الطّفوليّة بالقول إنّنا سنتكفّل بدفع ثمن الرّحلة. كان "مشروعه" نكتة العائلة لكنّه كان مشروعه الجادّ الذي لم ينفكّ يفكّر به ويخطّط له.

في عيد ميلاد السيّد جود السّابع أردنا منحه الهديّة التي تعني له الكثير. كان صار في حوزته أربعمئة وستّة وسبعون دولاراً أميركيّاً، أخذناها وأضفنا إليها.

اليوم يُبصر "مشروع النّيجر" النّور! بئر مياهٍ عذبةٍ بمضخّةٍ يدويّة في إحدى قرى النّيجر الفقيرة، بمال جود، بمساهمة منّا وبإشراف جمعيّة دبي الخيريّة.

لا فضل لنا في هذه البسمة على وجوه بعض فقراء النّيجر.

لا فضل لنا في قطرة الماء هذه التي أمضى جود سنتين من عمره الصغير يخطّط لإيصالها لمستحقّيها.

الفضل لجود. الإسم على المُسَمّى.





Thursday, 23 July 2015

كزهر اللوتس...


"وين أحسن؟ هون أو هونيك؟"

في كلّ مرّةٍ يطرح هذا السّؤال على أطفالي أراهم ينظرون إليّ كمن وقع في الفخّ. فهُم إمّا لا يملكون الإجابة الشّافية، وإمّا لديهم تصوّر عن المكان "الأحسن" ولا يريدون الإفصاح عنه لأنّهم على صغر سنّهم يعرفون أنّها تعني ما يشبه الخيانة أو التّخلّي عن أحد المكانين.

مللت من تعداد المرّات التي طُرح فيها هذا السّؤال علينا أنا وأولادي. وبتّ أتحسّب للمرّات الجديدة التي سأسمعه فيها.

سؤالٌ كلّيٌّ عامٌّ لا يحتمل إجابةً إلا بغمغمةٍ غير مفهومةٍ ولا تشفي الغليل.

"وين أحسن" قصّة طويلة، لها عشرات العناوين ومئات الأجوبة.

عندما استفسَر ابني ببراءة: "متى سننتقل إلى منزلٍ جديد؟" شعرت بمرارةٍ شديدة. أولادي اعتادوا أن نُغيّر منزلنا كلّ سنةٍ أو عدّة سنوات. إعتادوا الذّهاب إلى مدرسةٍ جديدةٍ والبدء في علاقاتٍ جديدةٍ مع أصدقاء جددٍ كلّ عدّة سنوات. ما أشعرني بالمرارة هو أنّ أطفالي لن يختبروا ما اختبرته من العيش في البيت الذي ولدوا فيه، محاطين بالأهل والجيران الذين شهدوا شقاوة طفولتهم ونزوة شبابهم. لن يكبروا مع أصدقاء طفولتهم بل قد لا يرونهم ثانيةً أبداً!

لكنّ هذا التّرحال سببه بالذّات البحث عن هذا "الأحسن"!

وأين هو هذا الأحسن؟

 هو المكان الذي أطالُه ويطالني، حيث أشعر بأنّني أمتلك يومي وغدي وآمَن على نوم أولادي وصحوهم.

هو حيث أستطيع أن أنعم بلمسة من أحبّ عندما يداهمني الصّداع أو أن أمتلك القدرة على زيارة ضريح والديّ عندما يهفّ قلبي إليهما.

الأحسن؟ هو مستقبل أطفالي، أكاديميّاً ومهنيّاً وعائليّاً. لم أحظَ كما لم يحظَ أولادي بمكانٍ واحدٍ يجمع كل ما سبق.

الجغرافيا التي تضمّ قلوبنا أنا وأولادي تضنّ علينا بالأمان... والمكان الذي نأمن فيه على يومنا وغدنا يفتقد ماضينا ونطفو على سطح أيّامه كزهرة اللوتس بلا جذور.


Friday, 3 July 2015

زمن داعشي



زحمة السير لا تُطاق. ساعتان لوجهة لا يتطلب الوصول إليها أكثر من خمس عشرة دقيقة... قيل لنا أن السبب تشييع أحد ضباط الجيش اللبناني الذين قضوا في المواجهات مع "داعش".
وفي المساء كان الوصول إلى منزل العائلة في ضاحية بيروت الجنوبية أشبه برحلة داخل لعبة المتاهة. ندخل من زاروب لنخرج من آخر تلافياً للوقوف الطويل على حواجز تفتيش السيارات. "إجراءات أمنية مشدّدة".
إنها داعش مجدّداً. وهل يخفى الوحش؟
في واحد من شوارع العاصمة، يكاد الشباب أن يجلسوا في منتصف الطريق. جلسة بطلتها الأركيلة، ومن يقود سيارته عليه مراعاة مزاج الشباب الطيّبين وإلّا...
مساكين ليس لهم من مجالات كثيرة للسّهر والفرفشة في زمن "داعش"، فليسهروا في عرض الشارع.
أتت الكهرباء؟ دار المولد؟ علِق أحدهم في المصعد؟ لعن الله داعش ومن لفّ لفّها.
قضينا في لبنان ما يقرب من أسبوعين. "داعش" كانت الكلمة التي سمعناها أكثر من التحيّة أو السلام. وما أدرانا نحن السيّاح المرفّهون بما يعيشه أهلنا في الوطن من تحدّيات على وقع داعش؟ ما أدرانا نحن الذين نعود في كل عام "للفذلكة" على أهلنا الصامدين هناك؟
ما ضيرنا من أكلة مسمومة أو مواد منتهية الصّلاحية؟ مَن له عمر لا تقطعه شدّة وداعش على الأبواب: "مش وقت النق".
قيادة السيّارة معركة طاحنة تسمع فيها كل أنواع الشتائم ما تعرفه وما ستتعلّمه. داعش على أبواب دارنا وأنا أشكو قلّة تهذيب شوفيرية بيروت! يا لقلّة تقديري.
عندما يغضب الجار من جاره فيُطلق عليه رشقاً غادراً يرديه قتيلاً أمام عائلته وأهل الحيّ، علينا دفن رأسنا في الرّمال والتّعامي عن حقيقة أن السّلاح بات لغة التّخاطب الأساسيّة في يوميّاتنا مع القريب والبعيد على حدّ سواء...  وعندما يُجهِز الزّوج على زوجته وينصرف لنفخ سيجارته فوق جثّتها فهذا لا يعني أنّ مجتمعنا بات ينخره السوس وأن موازين الأخلاق انقلبت أو انعدمت، علينا البحث عن طيف وحشٍ على الحدود لإلقاء اللّوم عليه.
بانتهاء أسبوعَي الإجازة انتبهت إلى أنّ كلّ مشاكل لبنان اليوم بسبب داعش... ناس البلد طيّبون، مهذّبون والأخلاق على قفا مين يشيل، هي فقط داعش تسمّم حياة المواطنين وتُخرِجهم عن طورهم "أحياناً". ما أضيق أعيننا نحن المغتربين والسيّاح، لكثرة ما خالطنا شعوباً مهذبةً ومبتسمةً وراقيةً لم يعد بمقدورنا تحمّل "شويّة" تعصيب.